العدوان الثلاثي الامريكي البريطاني الاسرائيلي
شهدت المنطقة العربية خلال الفترة الأخيرة تطورات سياسية وأمنية هامة، حيث شهدت خمس دول هي سوريا، العراق، اليمن، لبنان، وفلسطين، عمليات عسكرية شنها تحالف ثلاثي يتألف أساساً من الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، وإسرائيل. تلك العمليات أثارت جدلاً واسعاً في الساحة الدولية،
شهدت المنطقة العربية خلال العشرون عاما الماضية تطورات سياسية وأمنية هامة، حيث شهدت خمس دول هي سوريا، العراق، اليمن، لبنان، وفلسطين، عمليات عسكرية شنها تحالف ثلاثي يتألف أساساً من الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، وإسرائيل. تلك العمليات أثارت جدلاً واسعاً في الساحة الدولية، حيث اعتبرها البعض تدخلاً خطيراً في شؤون تلك الدول، في حين اعتبرها البعض الآخر إجراءات ضرورية للحفاظ على الأمن الإقليمي ومواجهة التحديات الأمنية.
الأسباب والدوافع:
تتعلق أسباب العدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي على خمس دول - سوريا، العراق، اليمن، لبنان، وفلسطين - بعدة عوامل.
1- تسليط الضوء على التحديات الأمنية المتنامية نتيجة لتصاعد التهديدات من حركات المقاومة في المنطقة. قد أظهرت هذه الحركات نشاطًا متزايدًا، مما أثار قلق الدول الثلاث وحدد موقفها الحازم لمواجهة تلك التهديدات بوسائل عسكرية.
2- حرصت الدول الثلاث على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، حيث أكدت على أهمية مواجهة أي عوامل تشكل تهديدًا للأمان والسلم الإقليمي، وفي هذا السياق، يتداخل الواقع السياسي مع هذه الأسباب، حيث تظهر العلاقة بين تلك الدول والأمن الإقليمي بشكل معقد. إذ تجمع بينها دولة محتلة وأخرى كانت مستعمرة قديمًا وحديثًا. والتشخيص السليم لكل ما سبق من مسميات زائفة تاتي الحقيقة وهي ان هاؤلاء الزعماء يمارسون البلطجة وينهبون مقدرات الشعوب والدول بالتعاون مع حكومات يُطلق عليها اسم "شرعية"، والتي لا يُفهم بشكل واضح مفهوم شرعيتها. فهي غير منتخبة وتفتقر إلى شرعية واضحة في نظر شعوبها. إلا أنه يظهر أنها تكتسب شرعيتها من خلال تأمين مصالح الدول التي تعتدي على امتنا وخيراتنا ومقدراتنا لا غير.
تأثيرات العمليات العسكرية على الشعوب في سوريا، العراق، اليمن، لبنان، وفلسطين ومن فترة طويلة قد كانت هائلة ومدمرة على مستوى إنساني. إليك نظرة على بعض التأثيرات:
فقدان الأرواح: شهدت هذه الدول فقدانًا هائلًا للأرواح بين المدنيين نتيجة للقتال والهجمات العسكرية والاختلال والحروب المدارة بشكل مباشر او بالوكالة ، مما أسفر عن مأساة إنسانية كبيرة.
نزوح السكان: قسر العديد من السكان على مغادرة منازلهم بحثًا عن مأوى آمن، مما أدى إلى أزمة لاجئين ونازحين داخليين وخارجيين في هذه الدول.
تدمير البنية التحتية: تضررت البنية التحتية للدول بشكل كبير، مما أثر على الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم.
أزمة إنسانية: ازدادت الأوضاع الإنسانية صعوبة، حيث يعاني السكان من نقص في الغذاء والدواء والرعاية الصحية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية والاجتماعية.
انعدام الأمان والاستقرار: عاشت هذه الشعوب في ظروف غير مستقرة، مما أثر على الحياة اليومية وخلق جو من عدم الأمان والقلق.
تأثيرات نفسية: تعرض الكثيرون إلى صدمات نفسية بسبب الحروب والهجمات، وزادت حالات الاكتئاب والقلق واضطرابات الضغط النفسي.
تشتت الأسر: شهدت العديد من الأسر تفككًا وانهيارًا نتيجة للنزوح القسري والفوضى الناجمة عن الصراعات.
تأثيرات اقتصادية: تأثرت حياة الناس بشكل كبير بسبب الاضطرابات الاقتصادية، فقد تدهورت الفرص الاقتصادية وارتفع معدل البطالة.
تأثير على التعليم: شهد القطاع التعليمي تأثيرات سلبية، حيث تضررت المدارس والجامعات وتأثرت جودة التعليم بسبب الظروف الصعبة.
تأثير على الطفولة: تأثرت الأطفال بشكل خاص، حيث تعرضوا للعديد من المخاطر وفقدوا حقوقهم في التعليم والرعاية الصحية والطفولة الآمنة.
من يتحمل المسؤولية
تحميل المسؤولية عن العدوان وتأثيراته الإنسانية الكارثية يمكن توجيهها للأطراف التي شاركت في هذه العمليات العسكرية سواء المشاركة المباشرة بالقتل والتدمير او بالمشاركة والدعم والتواطئ، الابادة الجماعية تُعرف بتنفيذ أفعال هدفها تدمير جماعات سكانية معينة بشكل جماعي، وعلى ضوء هذا التعريف يمكن تحميل المسؤولية كالتالي:
القادة العسكريين: يتحمل القادة العسكريين المسؤولية الرئيسية عن قرارات الهجوم والتنسيق العسكري. إذا كانوا على علم بالتأثيرات الإنسانية المدمرة واستمروا في العدوان، فإنهم يتحملون مسؤولية كبيرة.
الحكومات الداعمة: الدول الداعمة التي قدمت الدعم العسكري أو الدعم اللوجستي للعمليات تتحمل مسؤولية مشاركتها في تلك الابادة الجماعية. ينبغي تقديم الحساب عن المساهمة في تأجيج الأزمات الإنسانية.
المنظمات الدولية: في حالة وجود تواطؤ من قبل منظمات دولية، سواء كان ذلك بتقديم الدعم السياسي أو التجهيزات اللوجستية، يجب مراجعة دورها وتحميلها المسؤولية عن عدم فعالية أو توجيه دعمها بطريقة تعزز السلام وتجنب العنف.
القوى الدولية الكبرى: يمكن أن تتحمل الدول الكبرى المسؤولية إذا كان لديها تأثير كبير على الساحة الدولية ولم تتخذ إجراءات فعّالة لوقف الابادة الجماعية أو التأثير في إيجاد حلول سلمية.
المجتمع الدولي: المجتمع الدولي ككل يتحمل مسؤولية تحقيق العدالة والعمل لمنع ووقف الابادة الجماعية. يتوجب على الدول والمؤسسات الدولية تكثيف الجهود للمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار، وهنا للعلم والامانة ان الدول الثلاثة المعتدية عادة ما تعتبر نفسها هي المجتمع الدولي.